يواصل صخرة دفاع الجيش الملكي يوسف رابح حضوره المتميز على واجهات كثيرة، ورأى إن ما يحققه الجيش حاليا من نتائج إيجابية تعود إلى التلاحم الكبير بين اللاعبين والدعم المتواصل لإدارة الفريق العسكري··
في هذا الحوار يتحدث يوسف رابح عن مشواره مع الجيش ومدى تأقلمه مع الأجواء داخل هذا الفريق صاحب الألقاب والإنجازات، تم حظوظ المنتخب الوطني الأولمبي في بلوغ أولمبياد بكين 2008 بعد أن أجريت القرعة الخاصة بالمجموعات·
كيف يرى إذن تواجد منتخبات الكاميرون بوتسوانا وغينيا في مجموعة المغرب؟ وكيف يتوقع المنافسة على لقب البطولة؟
عميد الأولمبيين ينزل عليكم ضيفا وهو يرسم خارطة طريق الجيش الملكي على كل الواجهات·· بعد أن عاد للواجهة، حيث اجتاز فترة الفراغ التي عاشها سابقا·
حوار يحط بكم الرحال نحو قلعة الفريق العسكري والمنتخب الأولمبي·· إليكم التفاصيل·
المنتخب: لنبدأ من الحدث الأخير، تأهلتم لأول مرة إلى دور المجموعات بعصبة الأبطال الإفريقية، ماذا تقول عن هذا الحدث؟
- رابح: بسم الله الرحمن الرحيم·· أود في البداية أن أحيي جميع لاعبي الجيش الملكي على الإستماتة التي أبدوها خلال المباراة أمام فريق مازيمبي، وتمكنا والحمد لله من كسب التأهيل والمرور إلى نظام المجموعتين لأول مرة بعصبة أبطال إفريقيا، وهذا إنجاز كبير في إنتظار أن تتحقق نفس الأماني في هذه المنافسات الإفريقية·· تعلمون أننا واجهنا خصما عنيدا وعتيدا ويلعب كرة جيدة، لكن العناصر العسكرية استطاعت أن تذوب فارق الهدف، الذي سجل علينا في الذهاب، بحيث كان جميع اللاعبين عازمين على تحقيق الفوز على مازيمبي لإسعاد الجماهير العسكرية، وكذلك المرور إلى دور المجموعات لأول مرة بعصبة أبطال إفريقيا، لهذا سنكرس كل إهتمامنا وجهودنا لنشرف الكرة المغربية أحسن تشريف في هذه المسابقة، وإسعاد الجماهير المغربية، حيث نتطلع إلى الوصول بعيدا في منافسات كأس عصبة أبطال إفريقيا، لأنه صراحة فريقنا يضم عناصر متمرسة ونضجت إفريقيا، بعد أن إستأنست بالأجواء الإفريقية وبطقوسها·· لهذا فإن شاء الله سنسير في نفس الإتجاه وتحقيق نتائج إيجابية وتشريف الكرة الوطنية أحسن تشريف على الواجهة الإفريقية، لقد كان لزاما علينا تحقيق الفوز على مازيمبي والحمد لله تحققت ذلك·· وعلينا الإستمرار في نفس الطريق·
المنتخب: كيف تشعر أنت شخصيا ببلوغ هذه المراتب؟
- رابح: صراحة أشعر بالإعتزاز وبالسعادة وأنا أحقق كل هذه الآمال برفقة فريق كبير وهو الجيش الملكي، الذي حمل قميصه نجوم كبار عرفتهم الكرة المغربية، وسأبذل قصارى جهودي للدفاع عن هذا القميص لأن أي لاعب يحلم باللعب للجيش الملكي كفريق يتوفر على ألقاب وكؤوس وشريحة عريضة من الجماهير·· لهذا أنني سعيد جدا أن ألعب للجيش وأحمل قميصه، وسوف لن أدخر أي جهدا في ذلك، وإن شاء الله سأواصل مثابرتي وجهدي إرضاء للجماهير العريضة وكذلك إسعاد مسؤولي فريق الجيش الملكي الذين وضعوا في الثقة عندما جلبوني من فريق الفتح·· أعد الجمهور العسكري بأني سأدافع باستماتة عن قميص الفريق لأنه أمانة في عنقي·· وهذه المراتب التي يحققها الجيش الملكي هي ثمرة مجهود جماعي بدءا من الإدارة والمكتب المسير واللاعبين والإدارة التقنية والطبية وغيرها، يعني هناك عمل جماعي هو سبب هذا النجاح الذي يسير عليه فريق الجيش الملكي·
المنتخب: كيف تأقلمت مع الأجواء داخل فريق الجيش الملكي؟
- رابح: أشكر جميع اللاعبين الذين قدموا لي كل الدعم والمساندة، بكل صراحة إندمجت بسرعة مع الأجواء داخل فريق الجيش بالنظر إلي الظروف العامة والملائمة التي يعيشها، وأحمد الله أنني نجحت في مهمتي داخل فريق كبير، لذا أعتبر ذلك مهمة كبيرة على عاتقي يجب أن أحافظ عليها وأصونها بالمثابرة وبذل مجهود أكبر في هذا السياق حتى يبلغ فريقي كل الدرجات التي يتمناها الجميع سواء على الواجهة الوطنية أو الإفريقية·
المنتخب: وهل ترى أن الجيش قادر على الصمود في منافسات عصبة أبطال إفريقيا؟
- رابح: بكل تأكيد فنحن كما قلت لك نتوفر على عناصر متمرسة إستأنست بالأجواء الإفريقية ولها من النضج ما يكفي بأن تصنع الحدث في هذه المسابقة شريطة حمايتنا من التحكيم الإفريقي الذي مازال لم يصل لمرحلة من النزاهة والمصداقية، وغالبا ما نؤدي الثمن غاليا بسبب الحكام، لكن بعزيمة اللاعبين نتدارك الموقف ونتجاوز ذلك بالفوز، لهذا أقول بأن الجيش الملكي قادر على صنع الحدث في مسابقة عصبة أبطال إفريقيا، لكن ذلك يجب أن يرتبط بتحكيم نزيه يضمن الحقوق للجيش الملكي لا على حساب النادي الآخر·· نحن نريد تحكيما عادلا فقط على الواجهة الإفريقية·
المنتخب: هل يمكن إعتبار الجمهور العسكري نقطة ضوء كبيرة في مشواركم؟
- رابح: بكل تأكيد الجمهور العسكري يشكل نقطة القوة داخل فريق الجيش الملكي، فهو المدعم الحقيقي للاعبين، صراحة هذا الجمهور يصنع الإحتفالية في المدرجات، وهذا ينعكس بالإيجاب على نفسية اللاعبين الذين يبذلون قصارى جهودهم لإسعاد هذه الجماهير الغفيرة التي تشترك معنا في الطموح والحلم والنتائج الإيجابية والألقاب والتتويجات، ولا يسعنا نحن كلاعبين إلا أن نواصل المسيرة بنفس الإصرار والعزيمة لتحقيق نتائج مرضية تسعد جماهيرنا العريضة في كل مكان، ليس في الرباط وحده·· هذه رسالة أخذناها على عاتقنا وهي الحفاظ على المكتسبات التي يحققها الجيش الملكي، لأنها تؤكد قوة هذا الفريق الذي إستطاع أن يشكل أحد أقوى الأندية وطنيا وإفريقيا·· تحية للجمهور العسكري الوفي لفريقه في كل زمان ومكان وأدعوه إلى مواصلة تشجيعه لفريقه بروح رياضية عالية حتى بلوغ الأهداف المنشودة·
المنتخب: تدخل البطولة الوطنية منعطفا حاسما، كيف ترى الصراع على لقب البطولة؟
- رابح: أولا لابد من الإشارة إلى أن لقب البطولة لم يحسم بشكل نهائي، صحيح أن أولمبيك خريبكة مرشح لذلك، لكن الأرقام تؤكد أن اللقب لن يحسم إلا في الدورة الأخيرة بالنظر إلى طموح فريق الجيش الملكي والمغرب التطواني والوداد، وعليه فإن المنافسة على اللقب ستكون شديدة، وبالنسبة لنا داخل الجيش الملكي نحن نتعامل بمنطق مباراة·· وسندافع عن حقنا المشروع في الفوز باللقب، لم لا··
المنتخب: ماذا أثار إنتباهك هذا الموسم؟
- رابح: وضعية فريق الرجاء الذي لم يعودنا على هذه الصورة التي ظهر عليها هذا الموسم، إضافة إلى ما شكله كل من المغرب التطواني والكوكب من مفاجآت·
المنتخب: فريقك السابق الفتح الرياضي يسير بثبات نحو الصعود إلى القسم الوطني الأول، كيف ترى هذا الحلم الفتحي؟
- رابح: أتمنى لفريقي السابق الفتح الرياضي كل التوفيق حتى يحقق حلم جمهوره وهو الصعود هذا الموسم إلى القسم الوطني الأول، فهو يستحق ذلك صراحة بالنظر إلى المجهود الكبير الذي بذله للوصول إلى هذه الغاية·· أعتقد بأن كل الحظوظ متوفرة لفريق الفتح للصعود نظرا إلى فارق النقط بينه وبين مطارديه، وبعودة الفتح إلى القسم الأول يكون قد تصالح مع التاريخ وعاد إلى مكانه الطبيعي·
المنتخب: نعود الآن للحديث عن المنتخب الوطني الأولمبي، ما هو تعليقك حول القرعة التي أوقعت الأولمبيين إلى جانب غينيا، بوتسوانا والكاميرون؟
- رابح: أولا لابد من التذكير بأنه في إفريقيا لم يعد هناك منتخب صغير وآخر كبير، الدليل أن منتخب بوتسوانا أقصى منتخب تونس الذي يتوفر على عناصر جيدة، المهم بالنسبة لنا سنتهيأ بشكل جيد إستعدادا لكل منتخب، والحمد لله أننا سنلعب أمام الكاميرون بالكاميرون، وهذا مكتسب كبير لنا في هذه المنافسة، صراحة لا يمكن الإستهانة بهذه المنتخبات فمادامت أنها وصلت إلى دور المجموعات، فهذا يؤكد بأنها تتوفر على تركيبة بشرية جيدة·· من جانبنا يحذونا طموح كبير لكي نضمن التأهيل إلى الأولمبياد ، وبالتالي تشريف الكرة الوطنية أحسن تشريف، وإنشاء الله نحن قادرون على ذلك·· بخصوص التقييم العام حول القرعة فلا يمكن القول بأنها كانت رحيمة معنا، بالعكس فإنها أوقعتنا ضمن مجموعة نارية تضم منتخبات قوية كالكاميرون وغينيا، وعليه سنبذل قصارى جهودنا لكي نضمن التأهيل، هذا هو الحلم الذي نسعى إليه·
المنتخب: هل تعرف شيئا عن المنتخبات المتواجدة معكم في المجموعة؟
- رابح: الجميع يعرف قيمة الكرة الكاميرونية وما وصلت إليه، يعني أن الجميع يعرف مستوى الممارسة بالكاميرون، إضافة إلى غينيا، أما بوتسوانا فأعتقد أنها غير معروفة مثل المنتخبين المذكورين، إنما نحن لا يهمنا أي أحد، سنلعب برغبة الفوز لضمان تأهيل مريح نحو بكين التي تحتضن الألعاب الأولمبية، وأقول لك أن المنتخب الوطني الأولمبي قادر على تحقيق هذا المبتغى بالنظر إلى ما يتوفر عليه من لاعبين لهم خبرة وكفاءة عالية، سواء من الذين يمارسون بالبطولة الوطنية أو المحترفين، لا خيار لنا سوى الفوز في كل مباراة، ونحن قادرون على ذلك، الدليل ما فعلنا بمنتخب رواندا ذهابا وإيابا، وهذا هو شعارنا إنشاء الله بدعم كبير من جمهورنا الذي سيقف بجانبنا وسيدعمنا بحضوره الكبير في أولى مبارياتنا ضد منتخب بوتسوانا بالرباط، وهي المباراة التي نريد الفوز فيها بأكبر عدد من الأهداف لحسم النتيجة بالرباط كما فعلنا أمام رواندا، لأن كرة القدم الحديثة أصبحت تعتمد على هذا المنطق·
المنتخب: كعميد للمنتخب الوطني الأولمبي كيف ترى أداء الأولمبيين، وهل سيعيدون نفس الإنجاز الذي حققوه في مونديال هولندا 2005؟
- رابح: جميع اللاعبين يشكلون لحمة واحدة، وهذا هو سبب نجاح المنتخب الوطني الأولمبي ، ولا أكتمك السر في أن جميع اللاعبين يكون القاسم المشترك بينهم هو ضرورة الوصول إلى الأولمبياد لتشريف الكرة المغربية وإعادة نفس الإنجاز الذي حققناه في مونديال الشباب بهولندا عام 2005، هذا هو رهاننا المشترك·· بالإضافة أن جميع اللاعبين الذين يتم إستدعاؤهم يكونون قيمة مضافة للفريق الوطني، وإنشاء الله سنكون في مستوى الطموحات والرهانات، والحمد لله إن جميع اللاعبين سواء المحليين أو المحترفين تأقلموا مع الأجواء الإفريقية واكتسبوا ثقة كبيرة وهذا عامل مهم سيكون حافزا لنا لكي نظهر بصورة أحسن تشرف بلدنا العزيز·
المنتخب: بعد إقصاء كل من مصر و تونس والجزائز، أصبح المنتخب الوطني الأولمبي الوحيد الممثل للكرة العربية، هل هذه مسؤولية أخرى ملقاة على عاتقكم؟
- رابح: بكل تأكيد فإن المسؤولية ستكبر للدفاع عن سمعة الكرة العربية مادام أننا الوحيدين الذين بقينا في المنافسة، سنعمل على أن نكون سفراء للكرة العربية، وهذا ليس بعزيز علينا، إذ نتوفر على عناصر جيدة، متمرسة، لها من الإمكانيات التقنية ما يجعلها قادرة على الدفاع عن ألوان الكرة العربية، وهذا هو رهاننا إنشاء الله، بحيث أن كل الأنظار ستتجه نحونا، وهو الأمر الذي سيجعلنا نضاعف من مجهوداتنا لنكون في مستوى التطلعات والأحلام العربية·
المنتخب: كيف تتوقع أن تكون مبارتا الأسود القادمة أمام زيمبابوي والمالاوي؟
- رابح: بكل صراحة قلوبنا جميعا مع أسود الأطلس، وذلك للتأهيل إلى نهائيات غانا 2008، وله كامل الحظوظ لتحقيق ذلك تحت إشراف الناخب الوطني امحمد فاخر، أتمنى التوفيق للفريق الوطني حتى يبلغ النهائيات بكثير من التحديات، وعلى الجمهور المغربي أن يساند منتخبه ويقف بجانبه خاصة في هذه الظرفية التي يحتاج فيها فريقنا الوطني إلى الدعم والمساندة الضروريين·
المنتخب: ماذا تقول في كلمة ختامية؟
- رابح: أشكركم على هذه الإستضافة وأتمنى لفريقي الجيش الملكي مشوارا موفقا في البطولة والمنافسات الإفريقية، وكذلك أن يبلغ المنتخب الوطني الأولمبي أولمبياد بكين 2005 ، كذلك الشأن بالنسبة للمنتخب الوطني المغربي الذي نتمنى له حظا سعيدا والتأهيل إلى غانا 2008، وأحيي الجمهور العسكري على تشجيعاته المتواصلة لفريقه الجيش الملكي في كل الظروف والمواقف، ونعده بأننا سنواصل نفس المسيرة بعزيمة كبيرة وبنفس الصمود·
الإثنين أبريل 30, 2007 3:11 pm
