في الآونة الاخيرة بدأت أمقت كرة القدم أكثر من الأول.. وأمقت متابعيها..
طبعاً مع احترامي لهم ولمن يفهمون معنى كلمة”ترفيه”.. وكرهي لكرة القدم قديم منذ أول يوم لعبتها فيه.. فمن خلالها صرت أرى أصدقائي بوجوه أخرى لم أكن أتصورها لهم قط.. فيعاديك وينغص عليك عيشتك طوال فترة اللعب وبعدها يصير لك نداً وصاحب تعليقات ساخرة عليك لأنك لم تحسن الركل أو المراوغة في احدى المرات..
اما عن خصومنا في المباريات فهم أشد لنا مقتًا وتعليقًا ووصمًا لنا بالتخلف والمستوى المتدني في عالم “كرة القدم”..
وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال واحد: أليس من المفروض أن تكون “لعبة” “كرة القدم” لعبة ترفيه وتنفيس عن همومنا؟ .. كيف تصير بذلك لعبة مشاكل ومنازعات؟
ما زاد كرهي لها.. هو ذلك التعصب البغيض والغير مفهوم بسبب “كرة”.. هل لأن قمة النبوغ تكمن في أن ترفس “كرة” وتديرها وتتفن في طرق التواصل معها حتى يصير لها الحق في أن تتعصب لها؟
الجزائر ومصر: ولا أدري ماذا بشأن الدول الأخرى.. أنا لا أتحدث عما بين الفرق كـالزمالك والأهلى أو بين الريال ومانشيستر وتلك الشاكلة من العداوات بين الفرق.. البعض يسميها “منافسة” وانا أراها العكس.. فقد تعدت حاجز المنافسة وتحولت إلى عداوة..
قلت الجزائر ومصر لأن الأمر صار يمثل تنافس بين شعبين أو كرهًا بين شعبين/بلدين.. وما حدث منذ أعوام في تونس بين مصر والجزائر -كمثال- لا يزال بين عيني واضحًا حيث كشفت الأقنعة عن الوجوه الحقيقية لتلك اللعبة..
حوادث دامية نشأت بين المشجعين قبل اللاعبين.. حتى أن هناك من قتل جراء تلك الحوادث.. والسبب كرة قدم!!!
عندما كنت مقيمًا في مصر كنا نعاني يومًا من ذلك التعصب من قبل المصريين.. حتى أني أصر في وجوههم أنه لا علاقة لي بكرة القدم وأنه يجب عليهم قبولي بصفتي عربي بينهم.. ولكنهم يصرون مستكبرين “لا أنت جزائري”
في المقابل صرنا نحن هنا بالجزائر نعاني من الجزائريين أنفسهم.. فهذا يسميني المصري الكريه وآخر لا أدري بماذا؟ لأني عشت سنوات في مصر.. والسبب “كرة قدم”
التقارير السنوية التي نطالعها بين الحين والآخر تفيد بأن الشغب الجماهيري بين المشجعين يزداد يومًا بعد يوم بالرغم من حملات التوعية والتنظيم الذي تقوم بها الجهات الراعية للمباريات أو الدورات..
الأمر محير وحين نضرب مثالاً بالجزائر ومصر فإننا نجده يمس ما يمسى “الوحدة” العربية” او تلك العبارات الرنانة التي يتحفوننا بها في البرامج السياسية.. فأي جهة مهما بلغت من حنكة لن تستطيع التحكم في قلوب الناس.. أو حتى تحبيبهم في أي شيء مادام لايزال بالنسبة لهم “العدو” الذي أذلهم فوق أرضهم.
www.forza-leaders.on.ma